March 02, 2025
19°C Baghdad

التحرير

تحرير الإنسان من الطغيان

التحرير في سياق النضال السياسي والوطني يعني الاستقلال من الهيمنة الأجنبية. إنهاء السيطرة الخارجية على القرار السياسي والاقتصادي. استعادة السيادة الكاملة للدولة على أراضيها ومؤسساتها. تحرير العراق هو استعادة العراق كـ دولة مستقلة، تُدار بإرادة شعبها دون تدخل قوة خارجية. إذن تحرير الشعب وكسر قيود الخوف والتبعية المُفرَوضة لضمان الحريات الأساسية.

تحرير الإنسان من جميع القيود التي تأسره, سواء قيود فكرية أو مادية:

  • تحرير المواطن من كل القيود المادية والفكرية التي تكبله.
  • ضمان الحقوق الأساسية في التعليم، الصحة، السكن، والعمل الكريم.
  • القضاء على الفقر والجهل، وإرساء مبادئ العدالة الاجتماعية.

تحرير الإنسان

للوهلة الأولى يظن القارئ أن العبودية تراجعت أي أنه لا يوجد اليوم عبدًا بالمعنى الكلاسيكي، والحقيقة إنما هو استعباد مشروط. لا يمكن القضاء على العبودية إلا إذا تم القضاء على الفقر.

القضاء على الفقر

من أولويات التجمع الوطني العراقي للتحرير والتغيير القضاء على الفقر. تحييد المواطن ذو الدخل المحدود والمعدم مادياً والكادح يتطلب استراتيجية شاملة تعالج الأسباب الجذرية لمشكلة الفقر، على أساس واضحة أهمها: الأكل، الملبس، السكن، التعليم، النقل، والصحة. أي من الحقوق صرف بدل معيشة وبدل سكن وتعليم ونقل عام وتأمين صحي. هذه مقومات العيش الكريم وأول خطوة لتأمين العيش الرغيد.

مفهوم الفقر والغنى :

إن أول فتنة حدثت في الإسلام (فتنة مقتل سيدنا عثمان) فكرة استخدمت في تجنيد الفاسدين والسراق والمعتقين من الناس وتجنيدهم وهي مازالت تستخدم إلى يومنا هذا، حيث يبرر للناس أمر السرقة.

الفكرة تدور حول تأويل مبدأ إسلامي مهم (المال مال الله والناس مستخلفون فيه). المبدأ أو الأصل في الفكرة أن لكل شخص له حد الكفاية ثم لكل تبعاً لعمله (ورفعنا بعضهم فوق بعض). أي أن للفقير حقاً الكفاية، مصداقاً لقوله تعالى:{وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُم} (النور: ٣٣).وأن لا يكون المال متداولاً بين فئة قليلة من الناس، لقوله تعالى:{كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُم} (الحشر: ٧).

أكثر من ذلك فإن شرعية الملكية، خاصة كانت أو عامة، تسقط إذا لم يُحسن الفرد أو الدولة استخدام هذا المال استثماراً أو إنفاقاً في مصلحته أو مصلحة الجماعة. وقد عبر عن ذلك سيدنا عمر بن الخطاب حين قال لبلال وقد أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم أرض العقيق:إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقطعك لتحجز عن الناس وإنما أقطعك لتعمل، فخذ ما قدرت على عمارته ورد الباقي.

ومن مبدأ إذا جاءني سارق قطعت يده، وإن جاءني جائع قطعت يد ولى الأمر، فإن حرمة الملكية الخاصة في الإسلام مشروطة بأن يتوافر لكل فرد حد الكفاف، أي الحد الأدنى اللازم للمعيشة. بمعنى أنه إذا وجد في المجتمع الإسلامي جائع واحد أو عارٍ واحد، فإن هناك خللاً في القوانين. وأن حق الملكية للمالك أو ولي الأمر لا يجب احترامه بالكامل ولا تجوز حمايته. أي أن ذلك الجائع يسقط شرعية سائر حقوق الملكية في الدولة إلى أن يأخذ كفايته.

ولما كانت الدولة هي المسؤولة عن الحماية، شرع أمر الجباية (ضريبة) تؤخذ من الجميع (الغني والفقير) وتُعطى لمن يستحق المساعدة ضمن قانون الحقوق والواجبات على شرط المساواة.